emy امبراطورة المنتدى
عدد الرسائل : 3623 العمر : 37 تاريخ التسجيل : 12/05/2007
| موضوع: زراعة الجلد إلى أين الثلاثاء سبتمبر 18, 2007 12:05 am | |
| زراعة الجلد إلى أين هل حققت زراعة الطبقة الجلدية في المختبرات تقدماً كافياً يجعلها على رأب أي خلل في جلد الإنسان ؟ وما هي الإنجازات في هذا المجال حتى الآن ؟ توافقت الجهود التي بذلت خلال العقد الماضي لزرع أعضاء بشرية في المختبرات بموجة من اللغط ، ، ومفاد إحدى الشائعات مثلاً أن الطبقات الجلدية التي تصنعها المختبرات مأخوذة من جلد الأعضاء التناسلية للأطفال عند ختانهم ، ويجري تحفيز نموها بواسطة نقعها بخميرة مكونة من أوتار " أربطة " البقر . طرطوس.كوموقيل إن إحدى هذه الشركات في جنوب بوسطن تقوم بتصنيع الجلد بكميات تجارية بواسطة طرائح زهرية مكونة من مكعبات الفحم الحجري . وترد الشركات بأن الحقائق شوهت وتمددت أكثر من الجلد نفسه . وتؤكد جولات الاستطلاع إلى مختبرات هذه الشركات أن الجلد يصنع من الخلايا الجلدية البشرية الممزوجة ببروتينات من أربطة الماشية ، لكن الخلايا تفرق وتتكاثر في بنوك الزرع قبل أن تخضع للمعالجة . طرطوس.كوموتوضح رئيسة قسم الأبحاث في الشركة نانسي بارنتو أن أمام جلدة الذكر ( القلفة ) طريق طويلة قبل أن تتحول إلى طبقة جلدية يمكن زرعها ، ولأن هذا النسيج الشاب يتمتع بقدرة كبيرة على النمو ، بإمكان الحصول على 200 ألف وحدة نسيج حي من قطعة لا تبلغ حجم بريدي . وتستخدم هذه الأنسجة في معظم الأحيان لعلاج تقرح عروق الساق ، وهو مرض وريدي شائع يصيب مليون شخص في الولايات المتحدة الأميركية ، وسببه السمنة أو الدورة الدموية السيئة في الرجلين . طرطوس.كوموقد بينت الدراسات السريرية أن هذه الأنسجة الجلدية الحية التي يتم إنتاجها في المختبرات تسرع عملية الشفاء وتحفز الجلد عند المريض الذين يبلغ عمر تقرح ساقيهم أكثر من عام . ولا يتطلب وضع النسيج على الجرح وربطه بقطعة من الشاش أكثر من 15 دقيقة ، ليصبح بعد عدة أسابيع جزءاً لا يتجزأ من الجلد نفسه . لا شك أن وضع نسيج جلدي مأخوذ من جلد المريض نفسه يقوم ويفي بالمهمة ، لكن استخدام الجلد المخبري يوفر كلفة ومخاطر الإجراءات الجراحية للقيام بهذه العملية . وبعد عام ونصف على إنزال شركة Organogensis للجلد المزروع مخبرياً إلى الأسواق ، بدأ الأطباء في استخدامه أيضاً لعلاج الحروق وتلف الجلد الناجم عن الإصابة السرطانية وتقرح أقدام مرضى السكري والبثور أو النفطة الناجمة عن أمراض جينية . وتحصل الشركة على " قلفة " الذكور من المواليد بعد موافقة الأمهات على رميها ، وتبدأ الخطوة الأولى بمعالجة النسيج لإزالة الخلايا التي تثير ردة فعل الجهاز المناعي في الجسم المضيف ، ثم يقسم النسيج إلى فئتين من الخلايا : الفيبروبلاست " الليفية " التي تبني الطبقة الداخلية من الجلد " الأدمة " Dermis وخلايا الكيراتينوسيت التي تتحول إلى طبقة الجلد الخارجية Epidermis .توضع الفئة الأولى من الخلايا في أطباق مع سائل من المغذيات والكولاجين ، وهو بروتين يبني كتل الجلد المستخرجة من أربطة " ربلة ساق " العجل . ويضاف الى الأطباق بعد مرور ستة أيام ، أي بعد تكون طبقة باطن الجلد ، طبقة خلايا الكيراتينوسيت التي تمدد فوق المزيج الأم والتي تتغلف بعد تعرضها الى الهواء بطبقة خارجية سميكة هي الطبقة القرنية Stratum Corneum التي تقاوم الالتهابات والجروح . تتطلب العملية كاملة 20 يوماً فقط ليصبح الجلد جاهزاً للزرع ، ولكن ما يبدو للعيان وللوهلة الأولى أمراً بسيطاً جداً ، استلزم سنوات طويلة من البحث والأخطاء وتكرار التجارب للتوصل إلى إمكانية جعل الخلايا تقوم بنمط سلوكها الطبيعي في بيئة غير طبيعية . ويعتبر الجلد من أول المنتجات الحية للأنسجة المعدلة التي أنزلت إلى الأسواق بكميات تجارية ، وذلك عائد في جزء منه إلى بساطة تركيبته مقارنة مع الأنسجة والأعضاء الأخرى . لكن الخلافات تكمن في كيفية اتباع أفضل الوسائل لتصنيعه ، والاستراتيجيةالتي اتبعتها الشركة المذكورة جديرة بالتقدير لأنها قدمت جلداً يتمتع بكل مقومات الطبقتين ، وتمكنت من إنتاج كميات كبيرة ومدّ السوق بالعدد المطلوب ، فهي تسلم مئات اللصوقات أو الرقع الجلدية في الأسبوع . طرطوس.كومفي هذه الأثناء ، تقوم مختبرات أخرى بتنمية عينات من طبقة واحدة مأخوذة من الخلايا الجلدية للشخص المحتاج إليه نفسه ، وتحتاج هذه العملية إلى قطعة جلد سليمة بحجم قطعة العملة المعدنية فقط ، وهي تؤخذ من أي موضع في جسم المريض . وتعتبر هذه التقنية نعمة لضحايا الحروق الكبيرة الذين لا يملكون ما يكفي من الجلد غير المتضرر للمساهمة في تكوين أنسجة حية طبيعية . وعلى الرغم من كلفتها الباهظة ، فهي تلقى الأفضلية لدى الباحثين الذين يخشون من أن تؤدي عينات الأنسجة الحية الغريبة إلى حصول التهابات . يرى مدير مركز تعديل الأنسجة في جامعة Massachustes والرائد الأول في تطوير عمليات زرع الأعضاء البروفسور شارل فاكنتي ، أن فكرة إنماء خلايا ذاتية وإعادتها إلى الجلد تبدو أكثر قبولاً ، غير أنه لم يتوان عن استخدام الحيوانات في تجاربه لزرع الأنسجة الجلدية . وعوضاً عن استخدام الكولاجين في القالب حيث ينمي بنية الطبقة الجلدية ، مزج فاكتني الخلايا الجلدية بمركب شبيه بالجيلاتين يقسو مع تسخينه الى درجة حرارة الجسم ، وهكذا يلتصق النسيج ويبقى كذلك . والهدف من وراء هذه التقنية هو وضع الخلايا في داخل محيطها الطبيعي في أسرع وقت ممكن وعدم تركها تنمو في طبق المختبر ، لأنه ، وبحسب فاكنتي ، فإن أي نسيج ينمو في الطبق بشكل مختلف عن المضيف الطبيعي الحي ، ومهما بلغ تقدم التقنيات ، فلن نستطيع أن نقلد البيئة الكيميائية الخاصة بالجسم الإنساني داخل أي جهاز حضانة صناعي . حتى الآن مازالت أكثر العينات تعقيداً وتقدماً والتي تنتج داخل المختبرات ، تفتقد إلى بعض سمات البشرة الطبيعية . فالنسيج المزروع لا يملك أي لون ، مع أنه يتخذ شيئاً فشيئاً لون الجلد الطبيعي للمضيف ، ومع أن نهائيات الأعصاب والشعيرات الدموية تنمو في الجلد الصناعي المزروع ، فإن بصيلات الشعر والغدد العرقية لا تنمو فيه حتى بعد سنوات من زرعه في جسم المضيف . يبذل العلماء جهودّ حثيثة في محاولة لإيجاد وسائل لإدخال هذه العناصر إلى نماذج الأنسجة في اطباق الزرع في المختبرات ، ويأمل فاكنتي أن يكون هذا اليوم قريباً . في أثناء ذلك ، فإن الخلايا الجلدية المزروعة ليست قابلة للتعرق ولكنها بالطبع قابلة للتغضن والتجعد ، لذا من الأفضل عدم اعتماد هذه التقنية للحؤول دون ظهور التجاعيد والأفضل اللجوء إلى حقن الكولاجين . فالعلماء لم يتأكدوا بعد من أن النسيج الجلدي المزروع يؤمن وقاية من أضرار الزمن أفضل من مقاومة الجلد الطبيعي لمعالم الشيخوخة ، ولكن لا شك أنهم سيسعون للتوصل يوماً الى زرع بشرة تعيد للوجه ملامح الطفولة | |
|